بعد الحصيلة المشرفة جدا من الميداليات التي انتزعها المنتخب الوطني المغربي للمواي طاي خلال منافسات بطولة العالم المنظمة من قبل الاتحاد الدولي “إيفما”، والتي بلغت في مجموعها عشر ميداليات من معادن مختلفة، منها أربع ميداليات ذهبية وميدالية فضية وخمس ميداليات برونزية، صرح المستشار التقني للجامعة الملكية المغربية لرياضات الكيك بوكسينغ، المواي طاي، الصافات والرياضات المماثلة السيد لحسن الهلالي أن المغرب أكد للعالم خلال هذا المحفل الرياضي العالمي الكبير أنه قلعة حصينة لهذا الفن الرياضي الراقي، وأن مشتله لإعداد أجيال جديدة من الأبطال مازال خصبا وقادرا على إنجابهم دون توقف ، وذلك بالنظر إلى تركيبة المتوجين بالميداليات خلال هذه المنافسة، حيث استطاعت العديد من العناصر الجديدة والتي تمت المناداة عليها لأول مرة للتنافس خارج أرض الوطن أن تؤدي مهمتها بنجاح وأن تضمن لها مقعدا على منصة التتويج بالعاصمة بانكوك، بل حتى الذين لم يحققوا أية ميدالية هناك أثبتوا للجميع أنهم قادرين على انتزاعها ثانية، حيث أن هناك بعض التفاصيل الدقيقة هي التي حالت دون تجاوزهم لدور ربع النهاية ، غير أنهم تركوا انطباعا جيدا لذى كل من تابع مستواهم التقني خلال أدوارهم التنافسية الأولى ، كما هو الشأن بالنسبة للاعب محسون محمد ياسين الذي يبشر بأداء أعلى خلال البطولات القادمة ، وأيضا لاعبة سلمى أجبور التي تعد بدورها بالكثير من العطاء، دون أن ننسى طبعا البطل العالمي يوسف أسويق الذي وبالرغم من إقصائه خلال دور ربع النهاية يبقى دوما هو الأفضل عالميا، وأنا على يقين أنه استفاذ كثيرا من تلك التفاصيل الدقيقة التي حجبت عنه لقبه ضمن هذه البطولة العالمية، ونفس الأمر ينطبق على حمزة رشيد الذي أقصي بدوره خلال دور ربع النهاية على يد المتوج بالميدالية الذهبية لدورة بانكوك 2023.
في حين أنني جد فخور أيضا بكل الأبطال الفائزين بميدالياتهم الذهبية وفي مقدمتهم البطلة سعيدة الحميدي التي بصمت على مسار تنافسي جد مشرف خلال هذا التظاهرة العالمية ، سيما و كل مؤشراتها التقنية تؤكد أنها ماضية في مشوارها وفق خط تصاعدي مكنتها من التفوق على لاعبات منتميات لأعتد المدارس العالمية لفن المواي طاي وبالتالي الحفاظ على لقبها العالمي الذي أحرزته خلال دورة أبوظبي 2022 ، وأيضا البطلة كلثوم أخلوف التي لم تترك أية فرصة لمنافساتها ضمن وزنها واللواتي جميعهن يمثلن مدارس روسيا، الفيتنام و الفلبين المسيطرات على باقي الأوزان المعتمدة.
وبطبيعة الحال، فإن احتلال المغرب للرتبة الأولى عالميا في صنف الإناث والرتبة الثانية عالميا ضمن فئة أقل من 23 سنة ، ثم الرتبة الخامسة عالميا ضمن الترتيب العام لهذه البطولة العالمية من بين مائة وأربعين بلدا مشاركا ، وأيضا اختيار النخبة الوطنية للإناث كأفضل فريق وتتويجهن بجائزة أحسن فريق ، كل ذلك يؤكد بالملموس العمل الجبار الذي تضطلع به الإدارة التقنية الوطنية ، كما يؤكد أيضا الخيار الاستراتيجي الذي مافتئت تنهجه الجامعة الملكية المغربية لرياضات الكيك بوكسينغ، المواي طاي، الصافات والرياضات المماثلة من خلال اعتمادها على عنصر التجديد لمنتخباتها وتوفير كل الإمكانيات لها وكذا العناصر المساعدة على تألقها .