“اشتعلت كما أملنا أن تفعل، اشتعلت وأنارت سماء العاصمة الكبرى في ليلة بهيجة اختلطت فيها فرحة الفوز بإبداعات الجمهور العسكري، هنا الملعب الأميري، حيث أشدّ المتفائلين لم يكن ليتوقع هذا السيناريو، فرجة وإبداع على المستطيل الأخضر، وتنظيم وفرجة في المدرّجات، حيث ركب الجمهور بأكمله رَكب التغيير وساهم بقوّة في إنجاح المقابلة.
اشتعلي كما الأيام المجيدة، تلك التي لوّنت سماء القارة بألواننا الثلاث، مُعلنة سيطرتنا طولا وعرضا، اشتعلي واربطينا بأيامنا الزاهية وحِقب المجد التي عاشها المغاربة قاطبة وراء الزعيم الملكي، اشتعلي وذكّري القريب والبعيد بقوّة هذا الصرح وهيبته على الساحة الإفريقية، بمرجعية بُنيت على روح الانتصار والاستثناء، بالنتيجة والأداء.
لقد لمحنا لسنوات فتيل شمعتنا وهو يخفت، واليوم ظهر بريق خفيف لنورٍ نراه في آخر النفق، لتُبدع الأنامل ليلة البارحة وتحفز اشتعال الفتيل من جديد، ذلك النور الخافت الذي نراه، لن يبقى كذلك ما دامت عزيمتنا طامعة في المجد والتألق.
مع مرور دقائق المقابلة، لم ننسى إخواننا خلف أسوار السجون، والأبرياء الذين يعانون إلى الآن بدون محاكمة، إذ أن حتمية البراءة مقرونة بغياب ما يدينهم، ومع استمرار التأجيلات، تزيد معاناتهم ومعاناة عائلاتهم، ويضيع عمرهم وراء القضبان في الوقت الذي من المفترض فيه أن ينشغلوا بما ينفعهم وينفع المجتمع والوطن.
إن تاريخ إبداعات هذا المدرج شاهد على الإلمام الرياضي المحض، وتزكية ذلك كانت البارحة، بعمل تشجيعي من طرف المجموعات تحفيزا لفريقنا وربطا لصِلتنا بليالي المباريات الزاهية، لذلك فإننا نُذكّر بأننا نتحمل كامل مسؤولية محتوانا وما نرفعه، إذ ندري أشدّ الدراية أن كل ما يُرفع لا يتجاوز النطاق الرياضي وعلاقتنا مع الفريق، كل هذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على وعينا الكامل بدورنا، و أننا سنرفض في كل مرة وبكل احترام الانصياع لتلك الجلسات، أو الإفصاح عن محتوى أعمالنا قبل رفعها ليكن في علم عشاق الركوب على الأمواج.
أما من ناحية أخرى فالسماح لنا بالدخول قبل أقل من ساعتين عن فتح أبواب الملعب هو أمر لا نعرف المغزى منه، مع العلم أن عامل الوقت يشكل عائق في هكذا أعمال، لكن أمام عزيمة و مثابرة أبناء الكورفا الذين سهروا من أجل إنجاح هذا العمل تحقق المبتغى.
في الأخير وإجمالا، فإننا نشيد بالروح العسكرية العالية التي أبانت عليها جماهير الزعيم، استمرارا للنهج الذي سلكته المجموعتان، ليخلق بذلك استثناء فريدا، إننا نتجه لإذكاء سمعة رفيعة لجمهور هذا النادي الكبير، ويتَبلور ذلك في إقبال العائلات العسكرية على المركب الأميري، في مشهد تقشعر له الأبدان. لم يكن تغنّينا بالحضارة قولا فقط، بل إبرازاً لما في جعبة هذا الجمهور، أناقةً وأسلوبا، تميّزا وإبداعا، وإذ نذكر محاسن الليلة جماهيريا، فلن ننسى أقدام اللاعبين، الذين أبانوا عن علو كعبهم واستجابتهم للرغبة الكبيرة التي عبّر عنها الجمهور في الفوز وإعادة الفريق إلى توهّجه محليا وقاريا، في انتظار أن يتحسن المستوى أكثر لمواجهة التحديات القادمة.
#الحرية_للمعتقلين
#الاوفياء_الابرياء”