يعد فريق أولمبيك الدشيرة من بين أعرق الأندية المغربية المنتمية لمنطقة سوس، حيث تأسس الفريق سنة 1958 وساهم في إنشاء لبناته الأولى مجموعة من المقاومين وأعضاء من الحركة الوطنية، الذين أصروا على خلق جمعية رياضية قبل الظهور الرسمي للنادي بالتسمية الحالية.
وكان لأعضاء الفريق والمنخرطين والأنصار مساهمات كبيرة خلال زلزال مدينة أكادير و قدموا مساعدات إنسانية للضحايا.
  أضحى أولمبيك الدشيرة نموذجا مثاليا للفريق الذي تسلق مختلف الفئات والأقسام، بتضحيات مسيريه، ومساندة جماهيره العاشقة للأخضر السوسي، حيث حقق قفزة نوعية بين 1960 و 1996 من القسم الشرفي لأقسام الهواة ليرتقي بعد ذلك لبطولة القسم الثاني سنة 2014، ويطمح للصعود للبطولة الاحترافية الأولى التي كان قريبا منها خلال المواسم الماضية.
ويبقى بلوغه ربع نهائي كأس العرش سنة 2003 – 2004 من أبرز نتائجه على المستوى الوطني.

* زعامة القسم الثاني

منذ ثلاثة مواسم وأولمبيك الدشيرة يتسيد منافسات القسم الثاني، حيث بصم على حضور متميز و بات مرشحا للصعود للقسم الأول.
لايخفي المكتب المسير للفريق طموح إدارته و جماهيره لتحقيق الارتقاء لقسم الأضواء، بعد أن أضحى النادي بتركيبته البشرية رقما صعبا في معادلة البطولة الوطنية الاحترافية الثانية.
لقد أبان النادي السوسي على معالم الاحترافية من خلال نهجه التسييري و أيضا عبر مردوده التقني على الميدان، لذلك رشحه المحللون غير ما مرة لحجز بطاقة الصعود للقسم الأول.
و يحتل الفريق الآن وإلى غاية الدورة 17 المرتبة الأولى بمجموعه 31 نقطة بعد 9 انتصارات و 4 تعادلات و 4 هزائم وبسجل تهديفي متميز.

* اهتمام بالفئات الصغرى

يستمد أولمبيك الدشيرة قوته من قاعدته الصغرى وفئاتة  الشابة. لنكون أمام بصمة خاصة للفريق، مما منحه علامة التوفق في جانب التكوين والتأطير والاستفادة من مدرسة أولمبيك الدشيرة.
ورغم محدودية الإمكانيات، تمكنت إدارة النادي من توقيع عقود احترافية للاعبيه الشباب و حمايتهم رياضيا وماديا وتوفير ظروف احترافية للممارسة.
وإن كنا نتحدث سابقا عن فريق الرشاد البرنوصي الذي ضخ فرق البيضاء باللاعبين، فأولمبيك الدشيرة يحق له اليوم  كفريق أن يحمل مشعل صانع النجوم والمواهب، وهذا يحسب لأطره وإدارته التقنية والإدارية والطبية.

* الزيتوني ” هكذا دبرنا فترة الجائحة ”

أكد إسماعيل الزيتوني الرئيس المنتدب لأولمبيك الدشيرة، أن فترة كورونا أثرت بالفعل على مسار النادي كباقي الفرق ليس فقط وطنيا بل دوليا.
وأضاف الزيتوني: “رغم ذلك تم تدبير هاته المدة الزمنية بشكل مضبوط وبطريقة عقلانية تقنيا وماديا لمواكبة منافسات البطولة بعد الحجر الصحي واستئناف البطولة، حيث كان الفريق قريبا من الصعود للقسم الأول، ولولا الظروف التي يعرفها الجميع، لكان أولمبيك الدشيرة من بين أندية البطولة الاحترافية الأولى.
وقال أيضا: “أظن أن هذا المعطى جعل الفريق يواصل اشتغاله ويحافظ على استقراره، باعتماده على ركائز المجموعة، وتطعيمها بعناصر جديدة واستمرار الثقة في الطاقم التقني”.

* البحث عن الصعود

بحسب إسماعيل الزيتوني، فالطموح مازال مستمرا ولا يختلف عليه اثنان وهو الصعود للبطولة الاحترافية الأولى، وهذا مطمح كل المكونات من إدارة و جماهير و مدعمين ومحتضنين ومستشهرين.
فالنادي، ظل يصارع على بطاقة المرتبة الأولى، فمنذ أربع سنوات والدشيرة تقارع وتنافس، وسيظل الأمر كذلك، باعتباره حقا مشروعا للفريق ولأنصاره ولساكنة المنطقة.

* إكراهات الملعب

اعترف إسماعيل الزيتوني أن أكبر إكراه واجه الفريق، هو الملعب حيث عان اللاعبون كثيرا، فملعب أحمد فانا الذي كان من أجود الميادين، اليوم يعتبر عائقا للفريق لتطبيق نهجه التقني، لذلك تم تحويل الوجهة للملعب الكبير بأكادير، رغم التكلفة المالية الباهضة جدا، حيث تكلف المباراة الواحدة 5 ملايين سنتيم لخوض المباريات على أرضه.
غير أن النادي ربح الكثير خصوصا من الجانب الصحي حيث تقلصت إصابات اللاعبين، في انتظار تأهيل قلعة الفريق التاريخية  “ملعب أحمد فانا”.

* إكراهات مادية وإشادة بالمحتضن

أعرب الرئيس المنتدب عن شكره للمحتضنين الرسميين للفريق منهم طبعا “أطلنطا سند” ومجموعة “إفريقيا” فضلا عن الجهات الرسمية وهي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، و جهة سوس ماسة ومجلس جماعة الدشيرة الجهادية.
وأكد الزيتوني أن توقيع عقود مع مستشهرين طور مداخيل الفريق لاسيما في زمن كورونا التي أثرت بالفعل على موارد النادي.

  وأضاف الرئيس المنتدب، أن  العقود المبرمة، ساهمت في التقليل من معاناة النادي ومصاريفه الكثيرة، خصوصا خلال فترة الجائحة، حيث عانى أولمبيك الدشيرة من الخصاص كباقي الأندية الوطنية، في ظل تأخر الجهات المانحة على المستوى المحلي في ضخ الدعم المالي في خزينة أولمبيك الدشيرة.
أحمد البقالي